يُعَد البحث في التراث العربي والإسلامي من بين أهم المواضيع أكثر تداولا،سواءا بين المستشرقين أو المفكرين في العرب المهتمين بدراسة الواقع العربي ،واستشكال مشاكله والبحث عن حلول للخروج من أزمة تخلف التي يُعاني منها العالم العربي؛ فراح المفكرون العرب المعاصرون يبحث عن حل لهاته الأزمة كل حسب موقفه هناك الذي يدعوا إلى العَلْماَانية التي ترفض تسييس الدّين ووجب تطبيق مبادئ الحداثة الغربية بحذافيرها كما في الغرب، من هؤلاء نجد محمد أركون صاحب مشروع الإسلاميات التطبيقية وهناك منهم الذي يدعوا إلى الأصالة ورفض الحداثة بحكم أنها غربية وتحمل ايديولوجية لا تُراعي الهُوية العربية بصفة عامة
والهويةالإسلامية بصفة خاصة.
وفي هذا المقال البسيط سوف نُسَلِط الضوء على الاتجاه الأول القائل بأن حل لإخراج الأمة العربية من تخلُفِها واللحاق بركب الأمم ألاوهو العودة إلى التراث والحفر فيه وتطبيق المنهج الحفري الأركيولوجي وتطبيقه على النص الدّيني،وعلى رأسهم نجد "هاشم صالح" الذي يرى في مؤلفه الانسداد التاريخي ويتساءل لماذا تفشل المشاريع التنويرية في العالم العربي، فهو يرى أن العقل العربي المسلم سبب انسداده التاريخي هو ذلك التناقض بين النص والوقوف على حرفيته،مما يؤدي به إلى الإنكار المنجزات الحداثة والحقد
- \عليها ،واعلان الحرب على الحداثة ومبادئها التي أضحت تُمثل سمة العصر ولحل هذا التناقض لابد الرجوع إلى التأويل نص الديني والاعتراف بمشروطية التاريخية للنص، حيث يأخذ التجربة المسيحية أنموذجا، وما حدث في أوروبا بعد التنوير، فهذا يسمح ما بين الدّين والحداثة،وكما ينجم عنه التفريق بين جوهر الدّين وقشوره،ومنه سوف يكون حلا لصراعات والخلافات الفكرية والساسية، وتحقيق المصالحة الكبرى بين الإسلام والحداثة، ولكن اليوم الأكثر تضررا ويصعب التعامل معه، ، لأن العقل العربي والمسلم - أصبحت حالته الفكرية مسدودة.وفي نفس هذا السياق نجد صاحب الكتاب"كمال عبد
- ---- فقط ألف كتاب بعنوان "تصدع العقل العربي" ، بحيث يرى أن العقل العربي المعاصر فقد انشطر إلى قسمين واحد علماني والآخر سلفي يدعوا لتمسك بالتراث والهوية العربية ، فكل مفكر قد حلل الوضع العربي الراهن بحسب تصوره وتوجهه ، فحسب كمال عبد اللطيف يرى أن أن المجتمع العربي يعيش حالة سيكزوفرانيا" بين حاضر يعيشه وماض ذهني يريد العودة إليه، حيث تطرق صاحب هذا الكتاب إلى تحليل ظاهرة تمسك الإنسان العقل العربي بثقافة حقوق الله وغياب حقوق الإنسان، والتحذير والتخويف الدائم من المختلف عنّا فكريا وعقائديا، خوف مهدد لعمليات الغزو الحضاري، بهذا فإن حالة الصراع التي يعيشها العقل العربي من صراعات النقائض وسجالات،وعنف الاستقطاب أوقعته في عجز عن الحسم الحضاري القاطع تجاه الحداثة.فحسب زعماء ورواد اتجاه العلماني في الفكر العربي المعاصر ،فإنهم يرون أن خروج هذا العقل العربي أمثال هاشم صالح و عبد اللطيف كمال ،أن الحل للحاق بركب الأمم لابد أن نتبنى ونطبق منهجية الحفرالأركيولوجي لكشف المنظومة الفكرية والإيبستسمية للفكر العقل ولفكر المسلم خاصة.ف" ،