الصحة من منظور الفلسفة

لقد شرع أبقراط في القرن 6 ق.م لفصل الشعودة عن الطب من خلال ربط صحة الفرد بأبعاد نفسية و مكانية ، حيث وضع قسما عُرف بقسم أبقراط الذي يهدف من خلاله الى جعل الطب صناعة عملية تتسم بحدس المرض أكثر منه تتبعا للأعراض، و عليه جعل اولى خصائص هذا القسم حفظ أسرار المريض، و لقد امتدت فلسفة ابقراط و تغلغلت لتصل على يد كونغلهايم الى جعلها نمط خاص بكل جسم الذي يتسم بكونه معيارا مستقلا و مع تطور العلم تم تقسيم الجسد و تعددت الصور النمطية لدراسة الجسد بالجزء على اعتباره آلة أكثر منه كيان له خصوصيته، و هذا ما أدى الى تعقيد الدراسة و التعامل مع الجسد كمادة جامدة ليتظهرة ثورة من أرض الشرق و تعيد احياء معيار وحدة الجسد عن طريق رفع لواء الماكروبيوتيك الذي يقارب بين الكوسموس الكون و الانسان و يعتبر على الجسد منتهية في علة الكون.....
      لقد كان الشعار الرائد من القدم أن العقل السليم في الجسم السليم، هكذا أنتج التصور الفلسفي لنمط الماكروبيوتيك أسس السلامة في اختيار الغذاء و تناوله، فالإنسان السوي من يختار نمط يتماشى مع فطرة الاجهزة الغذائية و هذا ما يستوجد تداخل العلم مع الممارسة أو ما يعرف حاليا بثقافة الغذاء، إن تجاوز المرض لا ينشأ من فراغ بل هو نتاج تمازج الوعي و الارادة، و عليه فدعوة الماكروبيوتيك هي دعوة للنخوظ بالجسم العليل و توعيته في سبيل اثراء الوعي الانساني  للانتقال بالجسد المنهك المليء بالسموم نحو الجسد السليم القابل للاعتلال و الشفاء .