vendredi 4 janvier 2019

العمارة العسكرية في الأندلس






العمارة العسكرية في الأندلس:

تعكس الأعداد الكثيرة للقلاع والحصون في الأندلس مدى الأخطار التي تحيط بها، وحرص الأندلسيّين على حمايتها من القوى الشماليّة المتربّصة بها، فقلّما تخلو منطقة مهمّة، أو مفترق طرق رئيسي، من قلعة أو حصن.
وذلك لأن حياة المسلمين في الأندلس الممتدة ثمانية قرون كانت في مجملها عبارة عن حروب ومعارك بينهم وبين بعضهم من ناحية بفعل العصبيّة والتنافس على الملك والرئاسة، وبينهم وبين النصارى من ناحية أخرى.
ويلخّص بعض المؤرّخين الإسبان تاريخ المسلمين في الأندلس مع الإسبان وحلفائهم من النصارى بأنّها معركة القرون الثمانية.
ذكر الأستاذ عادل بشتاوي في معرض حديثه عن القلاع العربيّة في إسبانيا، بأنّ عدد القلاع التي بناها الأندلسيّون بلغت 400 قلعة، لم تبق منها اليوم سوى بضع قلاع، ولكنها على قلّتها تقدّم فكرة وافية عن فنّ العمارة العسكريّة وتفوقها على العمارة الإفرنجيّة.
ومن أشهر القلاع القائمة اليوم قلعة مقلة قرب غرناطة، وقلعة المريّة على الساحل الجنوبي، وقلعة مالقة، وقلعة المنكب، وقلعة المدور قرب قرطبة التي تعتبرأفضل نموذج للعمارة العسكرية الأندلسيّة المشادة على الصخر، وقلعة الوادي قرب إشبيلية، وقلعة الموت المطلة على مدينة القلعة الملكيّة على طريق قرطبة وهي غير قلعة آلموت الإسماعيليّة المشهورة.
وأشار إلى وجود أسوار وتحصينات وبوّابات من مختلف العهود الأندلسيّة في معظم المدن الرئيسيّة الجنوبيّة، مثل أسوار قصبة الحمراء في غرناطة، وأسوار الطرف الجنوبي من قرطبة، وبوّابات طليطلة، والمدينة الملكيّة، وغيرها.
الاهتمام بجمال القلعة إلى جانب حصانتها:
واهتم الأندلسيّون بحسن انتقاء موضع بناء قلاعهم، حتى لا تكون سجناً للمدافعين عنها، مع مراعاة الناحية الحربيّة، فعلى مقربة من إشبيلية قلعة جميلة رائعة هي قلعة جابر، وكثيراً ما يتفرج فيها أعيانها لحسنها في المروج والمياه وكثرة الطير منها، وفيها يقول الشاعر عامر بن خدوش القلعي:
إلا يا سقى الرحمن قـلعة جابر فكم لي فـيها مـن ليال زواهـر
محلى الذي لا زلت اشدو بذكره إذا ما شـدا مغرى بهند وساحـر
فلله منها كـل غصن وطـائر ولله فيها كــل خــد وناظـر
ضمنت لها أن لا تزال مدامعى على فقدها مثل السحاب المواطر
ووصفت قلعة خولان وكانت تتبع شذونية بالأندلس، بأنّها قلعة منيعة كالمائدة منقطعة ولها كروم وبساتين ونهر صغير وأهلها لهم رجلة وشدّة ولعبهم في أكثر الاوقات في ظاهر بلدهم بالرماح والسيوف.
وألّف الحجاري في قلعة بني سعيد لصاحبها عبد الملك بن سعيد: كتاب الطالع السعيد في حلى أعمال قلعة بني سعيد، وهو كتاب الصبيحة السعيديّة في حلى القلعة السعيديّة.
وقال الحجاري في وصف قلعة بني سعيد: عقاب الأندلس الآخذ بأزرار السماء عن غرر المجد والسناء وهي رباط جهاد وحصن أعيان وأمجاد وفيها يقول أبو جعفر بن سعيد:


إلى القلعة الغراء يهفو بي الجـوى كأن فـؤادي طــائر زم عن وكـر
هي الدار لا أرض سواها وإن نأت وحجبـها عني صـروف من الدهـر
أليست بأعلى ما رأيــت منصّـة تحلّت بحلى كالعـروس على الخـدر
ها البـدر تاج والثريّـا شنوفـها وما وشحـها إلاّ من الأنجـم الزهـر
أطلّت علىالفحص النضير فكل من رأى وجهة منها تسلّى عن الفكر



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

-نقــــاط المـــراقبــة والجـــبايــة فــي المغــرب القــديــــــم – زراي أنموذجا

- نقــــاط المـــراقبــة والجـــبايــة فــي المغــرب القــديــــــم – زراي أنموذجا زعبار توفيق منذ سقوط قرطاجة سنة 146 ق.م، ت...