samedi 12 janvier 2019

العقل العربي وأزمة الحداثة

 يُعَد البحث في التراث العربي والإسلامي من بين أهم المواضيع أكثر تداولا،سواءا بين المستشرقين أو المفكرين في العرب المهتمين بدراسة الواقع العربي ،واستشكال مشاكله والبحث عن حلول للخروج من أزمة تخلف التي يُعاني منها العالم العربي؛ فراح المفكرون العرب المعاصرون يبحث عن حل لهاته الأزمة كل حسب موقفه هناك الذي يدعوا إلى العَلْماَانية التي ترفض تسييس الدّين ووجب تطبيق مبادئ الحداثة الغربية بحذافيرها كما في الغرب، من هؤلاء نجد محمد أركون صاحب مشروع الإسلاميات التطبيقية وهناك منهم الذي يدعوا إلى الأصالة ورفض الحداثة بحكم أنها غربية وتحمل ايديولوجية لا تُراعي الهُوية العربية بصفة عامة 
  والهويةالإسلامية بصفة خاصة.
وفي هذا المقال البسيط سوف نُسَلِط الضوء على الاتجاه الأول القائل بأن حل لإخراج الأمة العربية من تخلُفِها واللحاق بركب الأمم ألاوهو العودة إلى التراث والحفر فيه وتطبيق المنهج الحفري الأركيولوجي وتطبيقه على النص الدّيني،وعلى رأسهم نجد "هاشم صالح" الذي يرى في مؤلفه الانسداد التاريخي ويتساءل لماذا تفشل المشاريع التنويرية في العالم العربي، فهو يرى أن العقل العربي المسلم سبب انسداده التاريخي هو ذلك التناقض بين النص والوقوف على حرفيته،مما يؤدي به إلى الإنكار المنجزات الحداثة والحقد 
  • \عليها ،واعلان الحرب على الحداثة ومبادئها التي أضحت تُمثل سمة العصر ولحل هذا التناقض لابد الرجوع إلى التأويل نص الديني والاعتراف بمشروطية التاريخية للنص، حيث يأخذ التجربة المسيحية أنموذجا، وما حدث في أوروبا بعد التنوير، فهذا يسمح ما بين الدّين والحداثة،وكما ينجم عنه التفريق بين جوهر الدّين وقشوره،ومنه سوف يكون حلا لصراعات والخلافات الفكرية والساسية، وتحقيق المصالحة الكبرى بين الإسلام والحداثة، ولكن اليوم الأكثر تضررا ويصعب التعامل معه، ، لأن العقل العربي والمسلم  -  أصبحت حالته الفكرية مسدودة.وفي نفس هذا السياق نجد صاحب الكتاب"كمال عبد 
  • ----  فقط ألف كتاب بعنوان "تصدع العقل العربي" ، بحيث يرى أن العقل العربي المعاصر فقد انشطر إلى قسمين واحد علماني والآخر سلفي يدعوا لتمسك بالتراث والهوية العربية ، فكل مفكر قد حلل الوضع العربي الراهن بحسب تصوره وتوجهه ، فحسب كمال عبد اللطيف يرى أن أن المجتمع العربي يعيش حالة سيكزوفرانيا" بين حاضر يعيشه وماض ذهني يريد العودة إليه، حيث تطرق صاحب هذا الكتاب إلى تحليل ظاهرة تمسك الإنسان العقل العربي  بثقافة حقوق الله وغياب حقوق الإنسان، والتحذير والتخويف الدائم من المختلف عنّا فكريا وعقائديا، خوف مهدد لعمليات الغزو الحضاري، بهذا فإن حالة الصراع التي يعيشها العقل العربي من صراعات النقائض وسجالات،وعنف الاستقطاب أوقعته في عجز عن الحسم الحضاري القاطع تجاه الحداثة.فحسب زعماء ورواد اتجاه العلماني في الفكر العربي المعاصر ،فإنهم يرون أن خروج هذا العقل العربي أمثال هاشم صالح و عبد اللطيف كمال ،أن الحل للحاق بركب الأمم لابد أن نتبنى ونطبق منهجية الحفرالأركيولوجي لكشف المنظومة الفكرية والإيبستسمية  للفكر العقل ولفكر المسلم خاصة.ف"   ،

vendredi 4 janvier 2019

العمارة العسكرية في الأندلس






العمارة العسكرية في الأندلس:

تعكس الأعداد الكثيرة للقلاع والحصون في الأندلس مدى الأخطار التي تحيط بها، وحرص الأندلسيّين على حمايتها من القوى الشماليّة المتربّصة بها، فقلّما تخلو منطقة مهمّة، أو مفترق طرق رئيسي، من قلعة أو حصن.
وذلك لأن حياة المسلمين في الأندلس الممتدة ثمانية قرون كانت في مجملها عبارة عن حروب ومعارك بينهم وبين بعضهم من ناحية بفعل العصبيّة والتنافس على الملك والرئاسة، وبينهم وبين النصارى من ناحية أخرى.
ويلخّص بعض المؤرّخين الإسبان تاريخ المسلمين في الأندلس مع الإسبان وحلفائهم من النصارى بأنّها معركة القرون الثمانية.
ذكر الأستاذ عادل بشتاوي في معرض حديثه عن القلاع العربيّة في إسبانيا، بأنّ عدد القلاع التي بناها الأندلسيّون بلغت 400 قلعة، لم تبق منها اليوم سوى بضع قلاع، ولكنها على قلّتها تقدّم فكرة وافية عن فنّ العمارة العسكريّة وتفوقها على العمارة الإفرنجيّة.
ومن أشهر القلاع القائمة اليوم قلعة مقلة قرب غرناطة، وقلعة المريّة على الساحل الجنوبي، وقلعة مالقة، وقلعة المنكب، وقلعة المدور قرب قرطبة التي تعتبرأفضل نموذج للعمارة العسكرية الأندلسيّة المشادة على الصخر، وقلعة الوادي قرب إشبيلية، وقلعة الموت المطلة على مدينة القلعة الملكيّة على طريق قرطبة وهي غير قلعة آلموت الإسماعيليّة المشهورة.
وأشار إلى وجود أسوار وتحصينات وبوّابات من مختلف العهود الأندلسيّة في معظم المدن الرئيسيّة الجنوبيّة، مثل أسوار قصبة الحمراء في غرناطة، وأسوار الطرف الجنوبي من قرطبة، وبوّابات طليطلة، والمدينة الملكيّة، وغيرها.
الاهتمام بجمال القلعة إلى جانب حصانتها:
واهتم الأندلسيّون بحسن انتقاء موضع بناء قلاعهم، حتى لا تكون سجناً للمدافعين عنها، مع مراعاة الناحية الحربيّة، فعلى مقربة من إشبيلية قلعة جميلة رائعة هي قلعة جابر، وكثيراً ما يتفرج فيها أعيانها لحسنها في المروج والمياه وكثرة الطير منها، وفيها يقول الشاعر عامر بن خدوش القلعي:
إلا يا سقى الرحمن قـلعة جابر فكم لي فـيها مـن ليال زواهـر
محلى الذي لا زلت اشدو بذكره إذا ما شـدا مغرى بهند وساحـر
فلله منها كـل غصن وطـائر ولله فيها كــل خــد وناظـر
ضمنت لها أن لا تزال مدامعى على فقدها مثل السحاب المواطر
ووصفت قلعة خولان وكانت تتبع شذونية بالأندلس، بأنّها قلعة منيعة كالمائدة منقطعة ولها كروم وبساتين ونهر صغير وأهلها لهم رجلة وشدّة ولعبهم في أكثر الاوقات في ظاهر بلدهم بالرماح والسيوف.
وألّف الحجاري في قلعة بني سعيد لصاحبها عبد الملك بن سعيد: كتاب الطالع السعيد في حلى أعمال قلعة بني سعيد، وهو كتاب الصبيحة السعيديّة في حلى القلعة السعيديّة.
وقال الحجاري في وصف قلعة بني سعيد: عقاب الأندلس الآخذ بأزرار السماء عن غرر المجد والسناء وهي رباط جهاد وحصن أعيان وأمجاد وفيها يقول أبو جعفر بن سعيد:


إلى القلعة الغراء يهفو بي الجـوى كأن فـؤادي طــائر زم عن وكـر
هي الدار لا أرض سواها وإن نأت وحجبـها عني صـروف من الدهـر
أليست بأعلى ما رأيــت منصّـة تحلّت بحلى كالعـروس على الخـدر
ها البـدر تاج والثريّـا شنوفـها وما وشحـها إلاّ من الأنجـم الزهـر
أطلّت علىالفحص النضير فكل من رأى وجهة منها تسلّى عن الفكر



-نقــــاط المـــراقبــة والجـــبايــة فــي المغــرب القــديــــــم – زراي أنموذجا

- نقــــاط المـــراقبــة والجـــبايــة فــي المغــرب القــديــــــم – زراي أنموذجا زعبار توفيق منذ سقوط قرطاجة سنة 146 ق.م، ت...