samedi 29 décembre 2018

الحمامات الرومانية القديمة

Thermes Romaine antique
الحمامات الرومانية القديمة 


I.     تاريخ عمارة الحمامات الرومانية:
 إن أولى المنشآت الخاصة بالاستحمام كانت في القرن 04 ق.م، عند الإغريق، والتي كانت مربوطة بمنشآت الألعاب الرياضية الجمنازية، أين كان للحمام شعبية كبيرة، فيتم فيه الاغتسال بعد القيام بتمارين بدنية. وبعدها عمد الرومان على تقليد الإغريق في نموذج الحمامات، وطوروه من حيث التخطيط بإضافة الأسلوب والذوق الروماني.أين تقدم هذه المنشأة الرفاهية والتواصل والتسلية، والتي نجدها في كل مدينة من مدن المقاطعات الرومانية ، وقد ظهرت أولى أشكال الحمامات الرومانية في مقاطعة كمبانيا، التي تعتبر أشد المناطق تأثرا بالحضارة الإغريقية ، والتي تظهر في مدينة بومباي لتتطور تدريجيا عبر الزمن.
ولمتابعة تطور الحمامات الرومانية، يجب الإشارة الى أقدم مراحل تأسيس مدينة بومباي، التي حافظت على أولى منشآت الحماماتوالمسمات بستابيStabies، التي بنيت خلال القرن02 ق.م. وكانتهناك حوالي 170منشأة حمامات خلال القرن 01ق.م، و بمرور الوقت و حتى القرن 04م أصبح هناك أكثرمن 1000 حمام في الحضارة الرومانية ،وهذا حسب بلين الكبيرPlineالذي اعتمد على محاولة حسابها.
    إن أولى الحمامات الإمبراطورية أنشأت في النصف الثاني من القـرن 01 ق.م، والتي عرفت بحمامات وبعدها عرفت الحمامات الإمبراطورية انتشارا واسعا، Agrippa
    هذه المنشآت من أهم دلائل قوة وتطور الحضارة الرومانية، فهي تعكس الحياة اليومية وتطور العمارة، فالحمامات بفضاءاتها المختلفة تكون مفتوحة لكل أفراد الشعب  الروماني، والتي انتشرت في سائر الإمبراطورية بفضل الأباطرةوالطبقة المترفة .

I.     تعريف الحمامات:
1-   لغة: أصل الكلمة من الحم أي الحرارة، وأتيته حم الظهيرة أي في شدة حرها.  الحميم والحميمة أي الماء الحار، شربت البارحة حميمة أي ماء ساخنا.ويقال احموا لنا الماء أي أسخنوا،والحمام أي الحمامات المبنية. الحمة: هي مصدر الماء الحار،أي نبع من الأرض، واستحم  أي اغتسل وأحم نفسه  بالماء الحار، والاستحمام هو الاغتسال بالماء الحار او  الساخن وهذا هو الأصل.
2- اصطلاحا: هي من أهم المنشآت المائية التي تشغل مكانا خاصا في الحياة اليومية ، ومن الضروريات العامة للشعب الروماني ،كما تعد مكانا مقدسا لارتباطها بآلهة الطب، "Esculape"، والتي تسمح بالاغتسال في أفضل الحالاتالصحية، وليس الغرض منها الاستحمام فقط بل كذلك القيام بمجموعة من الطقوس، فهي مركب لمجموعة من الوظائف، يتم فيها القيام بالتمارين البدنية ، الاغتسال ،  القراءة ، الاجتماعات، الأكل، المعاملات التجارية ومختلف العروض، كل هذه الأنشطة.وتعتبر من أكثر المنشآت دلالة على إبداعات الحضارة الرومانية، فهي الصورة الحقيقية لعاداتهم وحبهم للحياة الصحية و الرياضية  و الترفيهية ، فلم تكن تخلوا منها مدينة كبيرة ولا صغيرة ،تقدم لهم الترفيه بالمعنى الكامل والأفضل.
 لذلك اعتبرت الحمامات من المراكز الترفيهية في الحضارة الرومانية ،  فهي هبة من الحكام والأباطرة للشعب بغية الاستمالة ، لذلك تم فتحها لكافة أفراد الشعب،لتعتبركمركز للحياة الرومانية، لكونها من أكثر المعالم تصويرا لنمط الحياة و خصوصا في وقت الفراغ و الذي تمنح فيه العناية بالجسم والنفس.


1- التعريف بالمصطلحات الكلاسيكية:
     مصطلحThermaeيرجع في الواقع إلى حقيقة اختلاف الفترات،المناطق، الشبكات الحضرية،الوظيفة وكذلك لتخطـيط كل منشآت الحمامات في العالم الروماني، وهذا يعود إلى تعدد واختلاف المصطلحات القديمة، والكلمة الأصلية الوحيدة في اللاتينية التي تصف الحمام أو المرحاض هي:
Lavatrina/ lavacrumlavatio
Lavacra وأطلق عليها اسم أكثر دلالة وهو :
 وجمعها:                            "balineae"" وتبقى المصطلحات الأكثر توظيفا هي المشتقة من الإغريقية كمصطلح
التي تدل على حمامات عمومية أو خاصة ]Balineum , balinea[
فهو لاتيـني بمفهوم إغريقي، ويعني مصدر الماء الساخن ، ثم أصبح المعنى حمام       thermae أما مصطلح
الماء الساخن حيث تنتشر الحرارة في أنحاء قاعات الاستحمام ، ومن المصطلحات الأكثر تداولا في القديم
".Balinea"
،أي الحمامات بجميع أنشطتها، حتى الرياضية والثقافية، والتي تقام في فناء واسع  bains لتأتي لفظة
الذي هو عبارة ساحة محاطة برواق،  يتم فيها القيام بأنشطة بدنية قبل  palastre يصطلح عليه
واشتقت من لفظة اغريقية  balineum على منشأة الحمامات، balnéaire الذهاب للاستحمام . كما أطلق  
 بالاغتسال في أفضـل حالة صحية. التي هي بناية  تسمح 

 ومن خلال هذه المصطلحات يظهر أن أصل هذه الحمامات يعود الى بداية الثقافات الكلاسيكيةالتي تركز على اللياقة البدنية عند الإغريق ، أين كان الاستحمام  كجزء من الطقوس  الصحية المرتبطة بالرياضات البدنية الجمبازية ودورها الفعال في مجالات مختلفة أهمها الصحة ، التعليم والترفيه.

I.          أنواع الحمامات الرومانية:
1-  الحمامات الخاصةBalneum:Bains privées
يصطلح عليها كذلك بمصطلحBalinea، ففي الأول كان الرومان يستحمون في مكان ضيق بالقرب من المطبخ Lavatrinaلتسهيل تمرير المياه الساخنة. ثم أصبحت الحمامات الخاصة موجـودة في منازل الطبقة المترفة، وقد خصصوا لها مكان في المنزل، مع مرور الوقت وبزيادة الثروات الخاصة، أصبحت تخصص أماكن واسعة لها في المنازل، حيث تتوفر على كل الفضاءات مثل الحمامات العمومية،فنجد القاعة الباردة والدافئة والساخنة ، مع نظام التسخين السفلي، وأصبح الحمام من المرافق اللازمة في المنزل والذي يوفر الصحة و النظافة الجسمية بالاغتسال ، وبذلك نال أهمية كبيرة في مختلف طبقات المجتمع وخاصة الطبقة المترفة .

2- الحمامات العامة Bains publics:
    يصطلح عليها مصطلحThermae، وهي من المنشآت العمومية المركبة من عدة فضاءات مختلفة الوظائف، تكون عموما  واسعة ، والدخول اليها اِما بالمجان او بدفع بعض الرسوم ، و هي في الغالب ذات مخطط متناظر، كما وجدت حمامات عمومية مركبة من قسمين منفصلين واحد للرجال و الآخر للنساء .
     ومن هذه الحمامات ظهر نوعين من الحمامات: حمامات الرجال وحمامات النساء.
تظهر هذه الأخيرة من خلال النصوص، و التي تحدث عنها فيتروفيوسVitruvمن خلال كتب العمارة : حول عمارة الحمامات المنفصلة حسب الجنس ، فنجد قسمين منفصلين لكن بفضاء خدمات مشترك وأبرز مـثال هو حمامات ستابيStabies،ببومباي والتي تعود الى القرن02 ق.م، وهو ما يوضحه المخطط التالي:(من رقم 01-11 قسم الرجال،ومن I-IVخاص بالنساء).

3- الحمامات الشتوية والصيفية Thermesd’hiver et d’été:
  أي الحمامات الشتوية، أما الصيفية فيصطلح عليها ThermaeHiemalesيصطلح عليها باللاتينية
)L’économie rurale .livre1p83في كتابه :( Palladius ،و قد عرفهاThermae Aestivales
حيث ذكر فيه الاختلافات التي تظهر في الغرف بقوله: " عندما يكون اتجاه الحمام نحو الشمال، فالقاعات الصيفية تتجه نحو الشمال والقاعات الشتوية تتجه نحو الظهيرة (الجنوب)".
فقد وصف الحمامات واظهر نوعين مختلفين (Orationes، XI، p220في كتابه (Libanius أما
.الأول خاص بفصل الشتاء والثاني بفصل الصيف.

4- الحمامات الجمنازية Thermes de Gymnase:
باللاتينيةGymnasiumأي ساحة الألعاب الرياضية، هي عبارة عن مركب ، أصلها إغريقي،  تعتبر من المنشآت الصحية ،والتي يغتسل فيها الزائر بعد تمارين بدنية يقوم بها في فناء خاص، وهو فضاء لممارسة الأنشطة الرياضية، والتي يعود أصلها الى قاعات الألعاب الرياضية الإغريقيةGymnasia.

5- الحمامات المعدنيةThermae  quaeA:
يطلق عليها مصطلح  المحطات المعدنية Stations Thermales، وهي عبارة عن منشآت بنيت حول مصادر المياه الحارة، تمثلت في الحمامات، حيث يتم جلب المياه الحارة من مكان قريب أو بعيد بواسطة قناة رصاصية إلى الخزانات ومنه إلى أحواض الغرف.
     إلى جانب هذه الحمامات نجد أنواع أخرى كحمامات الجيش والتي تكون في المعسكرات ، و كذلك حمامات الخدم.


II.      البرنامج اليومي للحمامات:
     يتم الذهاب إلى الحمام في الغالب خلال فترة ما بعد الظهر ( الفترة المسائية ) أي بعد عمل الصباح، أين يتم تقديم مختلف الخدمات الصحية، الترفيهية، التثقيفية وذلك في فضاءات مختلفة ، وفي كثير من الأوقات يتم فصل الرجال عن النساء، فتأتـي النساء في الصباح والرجال في المساء، وإما تكون منشأة الحـمامات منفصلة بقسمين، قسم للرجال وآخر للنساء، مثل ما هو عليه حمام ستابيا ببومباي. وكانت رسوم الدخول الى الحمام في متناول الجميع أما الأطفال فيدخلون بالمجان وهذا في الفترات الأولى لتصبح مجانية فيما بعد.
  ،فكان Aedile   أما عملية الإشراف على الحمامات فهي من مهام مسؤول الحياة الثقافية و الاجتماعية يراقب منشآت التسخين وعمليات التنظيف والأمن ، وهو المسؤول عن رسوم الدخول.
     عند دخول الحمام يقوم الزائر بتمارين رياضية مختلفة ، ثم يستحم وبعدها يسترخي وفي الأخير يناقش مختلف المسائل مع الأصدقاء.
     وبما أن الاستحمام في الحياة اليومية كان طقسا يوميا، حيث يخضع الاغتسال الى مراحل:
فيبادئ الأمر يتم الدخول الى قاعة حارة للتعرق ، ثم بعدها يتم الاستحمام  بالماء الساخن لإزالة العرق والأوساخ  ثم المرور الى قاعة دافئة للاسترخاء، ومنها نحو القاعة الباردة لشد الجلد والعضلات وتقويتها ليتم المرور إلى قاعة التدليك والدهن بالزيت.   
هذه المظاهر الجوية المختلفة تخضع لقواعد طبية علاجية، و في الأخير فإن هذا المرفق يمنح الفرصة للسكان باللقاء اليومي، للمحادثة والمناقشة في الأعمال العامة والخاصة، وذلك في قاعات المحادثة أو في الفناء.

III.   موقع الحمامات في المدينة:
 عند دراسة المخططات القديمة للمدن، تظهر لنا الحمامات بأعداد وأحجام مختلفة، حيث تتوزع على نطاق النسيج العمراني للمدينة، كما تشغل مكانا خاصا وموضعا مميزا، يكون قريبا من مركز النشاط البشري مثل الفروم (الساحة العامة) والطرق الرئيسية وتكون أيضا قريبة من مداخل المدينة. ففي الأول يتم اختيار أكثر المواقع دفئا، كما تكون مقابلة للجهة الجنوبية الغربية، لإضاءة الغرف الحارة والدافئة بضوء الشمس، لأن الاستحمام يكون في الفترة المسائية.

IV.  الأجزاء الرئيسية لمنشأة الحمامات:
    تنقسم الحمامات القديمة في الغالب إلى ثلاث أجزاء رئيسية:

1-  المبنى الأساسي: وهو مكون على العموم من بهو مزين بالعناصر المعمارية، ثم تأتي الفضاءات الأساسية في الحمام،وهي:القاعة الساخنة Caldarium، والقاعة الدافـئة او الفاترةTipidarium،والقاعة الباردة Frigidarium ، وفي الغـالب نجد أحواض للسـباحة، كما نجد قاعـات أخرى مثل قاعة التعريق وقاعة التدليك وما يلزمها من ملحقات أخرى مخصصة لهذا الغرض ( الاستحمام )[32].
2-   الساحةPalastre: وهي في الغالب ساحة مربعة الشكل ( كما تأخذ أشكال أخرى ) يحيط بها رواق معمد، قبل الذهاب  للاستحمام  يتم فيها القيام بأنشطة بدنية، ومختلف الرياضات والمصارعة ...، وتكون مزينة بالأشجار (حدائق) والتماثيل.
3-   الفضاء الخارجي: في هذا الجزء نجد قاعات المحاضرات وقاعات الاستراحة (المحادثة)، كما توجد خزانات المياه التي تمون الحمام بالماء، وكذلك محلات وغرف خاصة بالعبيد وعمال الحمام في هذا الجزء.
 وفي الغالــب ترفع الحمــامات فــوق طابق سفلــي يحــوي: أفران التسخين، أروقة و قاعات أخــرى لخدمــة الحمام.

V.    هياكل منشأة الحمامات:
1. القاعات:
ما يميز الحمامات هو احتواءها على العديد من القاعات ذات وظائف مختلفة، يتم من خلالها القيام بعدة عمليات متعاقبة تخضع لقواعد صحية، والتي تمثلت في :

1.1 البهو Vestibule:
 هو عبارة عن رواق يستعمل كممر للدخول والخروج، كما يمكن احتواءه على مقاعد للانتظار، يأتي مباشرة بعد المدخل.
                             .Apodyteriumو باللاتينية :Déchabilloir2.1 قاعة نزع الملابس

      وهي قاعة تحتوي على مجموعة من الكوات الجدارية لوضع الملابس والأمتعة الشخصية للمستحمين، وكذلك رفوف خشبية أو مبنية يصطلح عليها باللاتينية Armarium،وخزائن Luculi، كما يتم وضع الملابس أيضا في غرفة قريبة من مكان الاستحمامVestiaire.
. Cella Frigidaria: ويصطلح عليها أيضا Frigidarium3.1 القاعة الباردة
     وهي قاعة حمام بارد أي لا يتم تسخينها، حيث تزود بالماء البارد ، والفائدة منها تقوية الجلد و تنشيط الذهن والاسترخاء، تكون مزودة بعناصر خاصة بالشبكة الهيدروليكية :
: وهو حوض مائي للغطس. Bassin
Pissine: وهو حوض للسباحة، يكون كبير الحجم يسمح بدخول العديد من الأشخاص، ويصطلح عليه باللاتينية Natation PiscinaأوAlveus.
هذه القاعة الباردة كانت مهمة في الحمامات الرومانية أين كانت مفتوحة على السماء في روما ، أما في إفريقيا فكانت مغلقة لتجنب حرارة الشمس.

4.1 القاعةالدافئة: Tipidarium
   يصطلح عليها كذلك باللاتينية Cella Tipidaria، وفي الغالب لا تحوي نظام التسخين السفـليHypocauste، ولكن يتم تدفئتها من خلال ارتباطها واتصالها بالقاعة الساخنة المحاذية لها، يكون الجـوفي هذه القاعة دافئا، كما تتم فيها في بعض الأحيان عملية التدليك.
     ولا يتوفر داخلها حوض في الغالب، فهي فضاء للاسترخاء، ولكن تبقى هناك استثناءات مثل حمامات ستابيStabiesبومباي ، و التي تحوي حوض في القاعة الدافئة .
     وعلى العموم تتوسط هذه القاعة القاعتين الحارة والباردة ، ليكون تغيير الجو صحيا .

5.1 القاعة الساخنة (الحارة)Caldarium:
   يصطلح عليهاكذلك باللاتينية Cella Caldaria،وهي القاعة التي تحوي نظام التسخين السفلي Hypocauste، تكون مجهزة بحوض نافورة للاغتسال، وآخر كبير نوعا ما، حيث يتم فيــه الاستحمام بالماء الساخن، يكون في مقدمة القاعة، و التي تحوي أماكن مهيأة للجلوس والتحرك بحرية ، كما يكون الحوض على العموم تحت سقف مقبب و منخفض.
أما غرف الحمامات الساخنة الخاصة بالرجال والنساء تكون متلاصقة، وضمن جناح واحد، لتتم خدمتهم بفرن ونظام تسخين واحد مشترك، وفي الغالب يكون الحوض الذي يوضع فوق الفرن في تلك القاعة من البرونز. وبسبب الحرارة الشديدة داخلها تصبح رطبة حيث تسمح بتمديد مسام الجلد أين يتم غسله جيدا.

6.1 قاعة التعريق Laconicum:
       وهي قاعة يتم الجلوس فيها للتعرق، أين يتم فيها  فتح مسامات الجلد من خلال الهواء الساخن والجاف، أي حمام تعريق جاف، كما نجد أيضا حمام تعريق بخاري.Sudatoriumوباللاتينية  Etuve himide.
  هذه القاعة تكون منخفضة السطح و مقببة، كما تكون ذات شكل مستدير، تحوي فتحة في السقف (وسط القبة) تتدلى منها حلقة برونزية بواسطة سلسلة، لضبط درجة حرارة الغرفة .
وهذه التقنية تسمح بتعديل درجة الحرارة (خفض ورفع) من خلال فتح وغلق نافذة السقف.

7.1 قاعة التدليك والدهن بالزيتAlaeothesium:
Unctuariumوهي قاعة تتم فيها خدمة الدلك ودهن الجسم بالزيت أو المرهم ، ويصطلح عليها أيضا  
 ، كما تتم داخلها عملية تسريح الشعر وكشط الجلد Aliptae أما مكان دلك الجسم فيطلق عليه مصطلح
 .Strigillus يكون بمكشطة
Tavernes،  والحانات Latrinesإلى جانب هذه القاعات ذات الوظائـف المختلفة، نجد كذلك المراحيض
 ، وغرف أخرى ذات أنشطة معينة، وتختلف أحجام  Lupavares وكذلك بيوت الدعارة 
وأشكال هذه الغرف حسب حجم الحمام ورفاهية المدينة.

2-    الساحة Palestre:
    هي عبارة عن مساحة مفتوحة يتم فيها القيام بمختلف الألعاب، الأنشطة البدنية و المصارعة...، وتحيط  بها أروقة معمدة كممشى تكون إما مغطاة أو مفتوحة، حيث تزين بالأشجار والتماثيل ، وهذاالفضاء يكون خاصا بالتكملة الجسدية والصحية و يصطلحعليهEphebeum.
،Mithraeum  وقاعات المحاضراتBibliothèqueكما نجد فضاءات أخرى للأنشطة الفكرية، والثقافية كالمكتبة  وأخـرى للجلوس، هي ذات قيمة دينية.   
 خصصت للعبادة، كنيسة الحمام Basilique أما العبادة الإمبراطورية فتكون في قاعات كبيرة ككنيسة . Basiliquathermarumويصطلح عليها باللاتينية 
 ، التي Couloireإلى جانب كل هذا يوجد كذلك غرف الخدم والعبيد وتكون متصلة بالأروقة السفلية
 ، وكذلك الفضاء السفلي الخاص بالأفران ونظام التسخين والذي Amblatiunculaيصطلح عليها باللاتينية 
.Praefurniumيصطلح عليه باللاتينية
    ومن هذا فإن منشأة الحمامات هي مكان يمنح الفرصة للناس باللقاء اليومي للمناقشة والحديث عن الأعمال   أو أمور شخصية، وذلك إما في ممشى الساحة أو قاعة المناقشاتXystiأو قاعة المحاضراتExedrae، حيث تكون هذه الفضاءات عبارة عن ملحقات.
    كل هذه الهياكل العمرانية هي أساسية في الحمامات الرومانية العامة وبالأخص منها الإمبراطورية. 

VI.           العناصر الهيدروليكية:
1- خزانات المياه Réservoirs:
مبدئيا تكون في مكان مرتفع من مبنى الحمامات، لتسهيل توزيع المياه، وهي المسؤولة عن التموين العام بالمياه، يتم تزويدها بالمياه من خلال القناة الرئيسية، كما يجب إحكام سدها والتحقق من تهيئة شبكة التوزيع.

2- شبكة القنوات Canalisation:
    وهي عبارة عن أنابيب (أسطوانية أو نصف أسطوانية كما تأخذ أشكال أخرى) يتم من خلالها توزيع المياه، تكون مصنوعة من الطين أو الخشب أو المعدن ولكن في الغالب تكون رصاصية، حيث يتم تمرير هذه القنوات عبر الجدران لتزويد الأحواض والمسبح بالمياه داخل الغرف.

3- الأحواض Bassins:
    وهي مختلفة من حيث الشكل ومادة الصنع والحجم فنجد:
Baignoire : ويكون في الغالب حوض من معدن البرونز، يوضع فوق الفرن مباشرة لتسخين المياه،ويكون في القاعة الحارة.
Vasque:حوض النافورة، يكون دائري وعميق، يستعمل لغسل اليدين والوجه، ويطلق عليه باللاتينية.Labrum.
 : وهو حوض كبير نوعا ما، يتم الاستحمام فيه بالغطس، ويكون في القاعة الباردة. Bassin
Piscina:وهو حوض السبـاحة ويتم الدخول إليه بمجموعات لكبر حجمه، ويصطلح عليه أيضا باللاتينية
NatatioPiscina/ Alveus.
 ويتم صرف المياه نحو شبكة المجاري من خلال:
قنوات التفريغ Evacuation ،أو قناة تصريف الفائض Trop-Pleins ، أو عن طريق فتحات في أرضياتالغرف(بالوعات)، والتي تغطى بقطعة رخامية أو حجرية مثقوبة بشكل هندسي.

VII.      المنشآت الحرارية Établissements Thermaux:
      والتي تنتشر في التركيبة المعمارية لمنشأة الحمامات، حيث تعددت تقنيات التسخين عند الرومان منذ القرون الأولى و التي تمثلت في:       
1- الفرن البدائي:
     وهو تقنية استعملت في القرون الأولى للحضارة الرومانية ، أين استخدم في الطهي وتوفير الحرارة، حيث كانموقعه في الفناء Latrium، وبمرور الزمن تم تغيير مكانه و إزالته و تم إعطاء الفرن وظيفة محددة والتهيئة اللازمة في المطبخ، فبني كحاوية لها حوامل، أما الدخان و الأبخرة فتخرج من خلال فتحات في السقف، هي عبارة عن قنوات، هذا التغيير أدى إلى عزل الفرن، ومنه ظهرت تقنيات أخرى للتسخين.

2- مواقد الجمر (مباخر) Les braseros:
   تعد من الأجهزة المتنقلة، تعمل على حفظ الجمر و الفحمBraises، حيث يستخدم أفضل أنواع الخشب الجاف للتقليل من الدخان، كما استعملت هذه التقنية في الحمامات البدائية، فتتعدد حسب عدد الغرف وتختلفأبعادها حسب حجمها، وكمثال على هذه التقـنية، فقد حافظت حمامات الفروم ببومبـاي على مبخرة برونزية مزينة ولها مقعدين من البرونز بأرجل صغيرة.  

3- نظام التسخين السفلي Hypocauste:
، والمتنقلة إلى غرف المبنى سواء في الحمام   Chaufferpar en dessous والتي تعني الحرارة السفلية     
.Hypocaustum العام أو الخاص أو مجرد غرف يراد تسخينها ، ويصطلح عليها أيض باللاتينية
 هذا النظام هو إبداع روماني ، ظهر في نهاية القرن 02 وبداية القرن01، أقدم استخدام لهذه التقنية وجد ، والتي بنيت في ق 02ق.م .  Stabies، بحمامات Pompéi في مدينة بومباي
   مبدأ هذا النظام هو النار وتقنيات توزيع الحرارة، فإما تكون عن طريق أشعة الحرارة المباشرة أو عن طريق
. محولات حرارية Cloison chauffée، أو Conteneur أوعية فاصلة (أحواض)
 ، والذي يسمح بحل مشكل الدخان Hypocauste   هذا الأخير هو أساس إنشاء نظام التسخين السفلي
والغازات وتحويلها ، أين يتم توزيع حرارة نقية ، صحية وفعالة . وذلك بالاعتماد على عدة تقنيات:

4-    الأفران:Les foyers
،وهو المكان الذي يتم فيه إشعال النار وكونه عبارة عن فم تبنى جدرانهPraefurniumوباللاتينية بالآجر و   الحجارة ،مكانه في الطابق السفلي ، داخل غرف مهوات ،يتم تخــزين الوقود فيها (خشب، فحم)، كما يحوي فتحة أو باب صغير في الجدار للتهوية  ، وكذلك يتم من خلالها تنظيف الرماد و إزالته دوريا .

5- أحواض تسخين المياه Testudoalvei:
    و هو حوض معدني في الغالب يكون من البرونز ، يتم من خلاله تسخين المياه مباشرة على الأفران، وسمي هذا النظام بالسخان Chaudières، و هي حاويات تسخين المياه. وباللاتينية Vasariaيتموضعها فيمؤخرة الغرفة، تكون على شكل حنية مقببة السقف، ويـــــقف الحوض في بعض الحــــــالات على مراجل برونزية في منتصف حوض الاستحمام، لتوصل مباشرة بالفرن عن طريق قناة.

6- الأرضية العلوية Suspensura:
    وهي عبارة عن طبقة تغطي الطبقة السفلية لتشكل أرضية غرف الحمام، حيث توضع فوق عدد كبير من الدعامات )مراجل(Pilettes، ومن خلالها نجد الأرضـية العلويةRadier Supérieur،مرفوعة فوق السفلية Radier Inférieur ، فالأولى هي أرضية غرف الاستحمام.

وقد أشار اليها فيتروفيوس بقوله:
" الأرضية مغطاة بالآجر طوله قدم ونصف، ويوضع فوق أرضية الغرفة الساخنة، ليسمح للهواء الساخن بالتنقل في القنوات دون تسرب، حيث يتم بناء هذا الآجر على شكل أعمدة كدعامات، ارتفاعها 03 أقدام (حوالي 90سم)، ويتم وضع آجر طوله 04أقدام فوق الدعامات التي ترتفع بقدمين، لتدعم الأرضية العلوية "
    كما يتم وضع طبقة من الجير أو الملاط فوق أرضية الآجر العلوية ذات سمك صغير لوضع الطبقة الفسيفسائية، أو الرخامية ويكون سمكها حوالي 30سم إضافة لارتفاع 60سم للدعامات نتحصل على ارتفاع 90سم للأرضية العلوية.
    كما يتم رفع الأرضيتين عن بعضهما باستعمال تقنيات مختلفة لترك فراغ بعلو قدمين (حوالي 60سم) تمثلت في:
·       الدعائم (المراجل):Pilettesوهي عبارة عن أعمدة موزعة بانتظام، في الغالب تكون مربعة، حيث تبنى بالآجر المربع (20×20سم) وتتم تغطيتها بآجر (60×60سم) وترتفع بقدمين حوالي 60سم.
·       الدعائم الأسطوانيةSylinores: وهي عبارة عن قطعة واحدة من الطين المحروق، على شكل أنبوبيستعمل كدعامة.
7-        القنوات الحرارية Canaux:
وهي عبارة عن أنابيبتكون في القناة الجدارية chaleurConduitsde، توضع  تحت أرضية الغرف بطرق مختلفة، وتسمى قنوات التسخين السفلية Hypocauste a canaux وباللاتينية Cuniculi، ويمكن إيجاد نظام يجمع بين الدعائم و القنوات.
8-    الجدران المسخنة(الحرارية) Parois Chauffantes:
    وهي تقنية تعتمد على ترك فراغ طولي في الجدار على شكل قناة تتصل بالطابق السفلي، والتي تسمح   بانتشار الحرارة داخل الجدران، ويبنى هذا الجدار بواسطة القرميدTegulae،وتثبت بواسطة مسامير أو حلقات فخاريةوذلك للحفاظ على المسافة بين الجدارية (القناة)، ويكون القرميد مستطيل الشكل يحوي فتحات للتثبيت، وبتركيبها نتحصل على جدار مفصول عن الجدار الأصلي. استعملت هذه التقنية لرفع درجة حرارة الغرف، من خلال ارتفاع الهواء الساخن وانتشاره ليتم تسخين الجدران التي تغطى بصفائح رخامية و لتي تحافظ على الحرارة.
  تثبت في الفراغ بين    Ergots وكانت الجدران مفتوحة بقنوات تؤدي إلى الخارج، مثبتة بدبابيس فخارية الجدارين. كما استخدمت تقنيات أخرى في القنوات الجدارية منها:
·       القنوات الفخارية Tubuli:
 وهي قطع فخارية مستطيلة الشكل تحوي فتحات عند تركيبها نتحصل على قناة طولية والتي تسمح بمرور الهواء الساخن على طول الجدار، يتم تثبيتها في الجدار بواسطة الملاط اوبواسطة مسامير معدنية métalliquesCrampons،لتأتي الرسومات أو الطبقة الرخامية،ثمتغطى بطبقة من الجصEnduit Stuc، كما نجد في سقف الغرف قنوات كمداخن لإخراج الهواء.
وكمثال على هذا فقد استخدمت في حماماتStabiesببومباي، تقنية القرميد في جدران القاعة الدافئة الخاصة بقسم الرجال وتقنية القنوات الفخاريةTubuliفي القاعة الحارة.
·       المدخنةCheminées de tirage:
.Caminuوهي عبارة عن قناة تكون محفورة في السقف ،إما مائلة أو رأسية و يطلق عليها مصطلح

VIII.   الزخرفة والتزيينLadécoration:
    إن العناصر التزيينية الخاصة بالحمامات هي كثيرة و متنوعة، فالزخرفة لها أهمية كبيرة حيث تطبق بدقة عالية، فزينت جدران الحمامات بالجص ( مسحوق الرخام و الجبس والماء، حيث يكون سهل القولبةوالنحت عليه)، كما تكسى الأرضيات بالفسيفساء و الرخام ، فيستعمل كلوحات جداريةFresques، وتوضع التماثيل في مختلف أنحاء الحمام.
الواجهة والأرضية الرخامية :و تطبق فيها تقنية القطع Opus sectile ، فهو في الغالب يستعمل كغطاء للجدران لإعطاء نظرة جمالية كما يحافظ على حرارة أو برودة الغرفة، والرخام نادرا ما يستعمل في تبليط الأرضيات، وتستعمل ألوان مختلفة له.

1-      الفسيفساء La Mosaïque: وهي من الأعمال الفنية التي تستخدم في تبليط الأرضيات ، تمثل في الغالبمواضيع بحرية في قاعات الحمام ، فنجد الحيوانات المائية و الشخصيات الأسطورية البحرية و الآلهة والوحوش والأسماك والصيادين ...، حيث تعتبر من العناصر التي يحافظ عليها الحمام إلى يونا هذا، وتمثل الأرضية العلوية للقاعات ، تتميز بخاصية مقاومتها  للماء ومحافضتها على الحرارة بالتالي تخلق جوا راق وفاخر.
2- أعمال النحت (التماثيل) Statues:
من أعمال النحت في الحمامات نجد الصور الجداريةFresquesوالمنحوتة بمادة الجص، كما نجد التماثيل التزيينية ، والتي تتوزع على مختلف فضاءات الحمام،و تمثلفي الغالبآلهة الطب والشفاء Esculape وابنته Hygiée،المرتبطة بشكل طبيعي بالماء والاغتسال.إلىجانب كلهذا نجد عناصر تزيينيةأخرى كالأعمدة والأقواسالغرانيتية أو الرخامية .



ملاحضة: هذا المقال غير كامل من حيث القائمة المرجعية وبعض الصور والنخططات والتي سأرفقها في أقرب وقت.






5 commentaires:

  1. مقال جميل
    mapp000@hotmail.com

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. شكرا جزيلا فيه بعض النقص سنحاول تحسينه للاستفادة

      Supprimer
  2. مقال في المستوي ارجوا وضع المحططات و الصور للاستفادة اكثر شكرا

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. شكرا جزيلا نعم هناك بعض النقص سنحاول اضافة ما تبقى للاستفادة

      Supprimer

-نقــــاط المـــراقبــة والجـــبايــة فــي المغــرب القــديــــــم – زراي أنموذجا

- نقــــاط المـــراقبــة والجـــبايــة فــي المغــرب القــديــــــم – زراي أنموذجا زعبار توفيق منذ سقوط قرطاجة سنة 146 ق.م، ت...